What do you think?
Rate this book
236 pages, Paperback
First published January 1, 1989
لماذا أقرأ هذا الكتاب الذي يبدو صعبا و متخصصا؟ لأفهم سلوك الشعب المصري المتوارث و المتمثل في عبادة الدولة و الحاكم و الخلط الشديد بين الدولة و رمزها المتمثل في من يديرونها ثم اختزال كل من يديرونها في شخص واحد هو من يجلس على الكرسي الكبير.و الخلاصة أن النمط الأسيوي يعبر عن مجتمع شديد التنظيم نازع إلى الركود و لكنه مجتمع يبطن قوى تعمل ضده. و تتخذ حركات الاحتجاج الاجتماعي فيه أشكال مختلفة من إدانة الدين الوثني المركزي إلى الهروبية الفردية مارة بتلك التنظيمات الحلقية المصنوفة التي تشكل نوعا من المشترك المضاد الذي يبحث الفرد بواسطته عن تحقيق التآخي المفتقد في مجتمعات الطغيان.
ارتبط هذا السلوك تماما بفكرة مركزية الدولة التي تميزت بها الدول الشرقية الأسيوية خصوصا دون الغربية نظرا لاعتمادها على دول زراعية نهرية مستقلة يربط بينها مجرى النهر و توحدها مشاريع الري العملاقة التي لا غنى عنها.
الكتاب به الكثير والكثير من التحليل والتنظير السياسي والسرد التاريخي لبنية الدولة المركزية المصرية و كيفية تشكلها عبر التاريخ و مدي تأثير ذلك على مستقبل الدولة المصرية حتي نهاية العقد الأول من فترة حكم مبارك و نجح في التنبؤ بصراع أجهزة الدولة و ان لم يكن بإمكانه توقع الظروف الدولية و المعلوماتية و الحراك الشعبي الذي حدث بعد ذلك.